قال لي وهم مهتم بشراء بعض البرتقال... حيث يُمسك بكل واحدة أكثر من دقيقتين.. يُقلبها في يده أكثر من مرة... قبل أن يأخذ قراره النهائي أن ترافقه للمنزل.
قال: يا أخي.. لا تضع إهتمامك بهكذا نوع من البشر.. فهذا مطبخه قريب..
قلت: وما معنى هذا المصطلح؟؟
قال: مطبخه قريب يعني أنه يمكن العيش في المنزل طول اليوم دون الحاجة أن يبتعد أكثر من مترين.. فما يريده من أكل وشرب.. سيمد يده ويتناوله.. ولهذا تجد جماعة "مطبخك قريب" لا يبحثون عن شئ بالحياة إلا عن الجليس الذي يمكن أن يقضوا معه وقتاً قبل الذهاب للنوم... فتراهم دائمي التصريحات السياسية والنارية.. أو دائمي العشق والهيام.. فهم خبراء في هذا.. وهذه هي حياتهم...
ثم أضاف: أرجو أن تحاول أن تكتب عن "مطبخك قريب" وتقول فيها أنهم ينشطون بالشتاء حيث يمنعهم البرد القارس ودرجات الحرارة المنخفضة من الخروج إذ ليس لهم غير المطبخ... والأهم... أنهم كالملح يتبخرون مع عطلة نهاية الإسبوع... لسفرة قريبة لايمكن للهواتف خلالها أن تعمل (سفرة طائرة مثلاً حتى لا يتصل به أحد).... أو يسهر معك الليل بطوله ولا يتخلى عنك إلا في الخامسة صباحاً فتحسب أنه نِعمَ سامر في السهر والسمر والمشاعر.. فيما الحقيقة أنها الحادية عشر ليلاً عنده لا أكثر ولا أقل..
وأضاف.. إذهب واكتب حكاية: إذا مطبخك قريب.. ويمكنك وضع فيروز "بأيام البرد" لعلاقة البرد بالقصة..
قلت له: لا... طالما كل الحكاية نقلاً عنك.. فلتكن الأغنية مني...
على وزن "مطبخك قريب" سأضع أغنية: "أنا عم حسك غريب"
جاهد الداعوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق