تقول كتب التاريخ أن معابد
أبو سمبل التي بناها الملك "رمسيس الثاني" بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة
قبل الميلاد كنصب دائم له وللملكة "نفرتاي" إحتفالاً لذكرى انتصاره في معركة "قادش" حيث تم نحت المعابد كلها فى قلب الجبال بحيث تتعامد أشعة
الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى الموجود فى قدس أقداس المعبد مرتين فى السنة:
يوم ميلاده ويوم تتويجه..
وحين بناء السد العالي بأوائل
الستينيات كانت هذه المعابد في طريقها للغرق في بحيرة السد لولا طلب مصر من "اليونيسكو" يومها المساعدة بالحفاظ على آثار "النوبة" من الغرق واستجابت المنظمة
بإعلان باريس الشهير الذي أطلقت فيه نداء عالمياً لمساندة مصر فى إنقاذ آثار أبو
سمبل قبل أن تغرق.
يومها تولت شركات أوربية تحت إشراف مهندسون ألمان عملية
النقل والتقطيع وإعادة التركيب لكل المعابد والتماثيل يدوياً حتى لا تؤثر عمليات
التقطيع الميكانيكي على الأحجار التي وصلت لعدد كبير يقارب الخمسة آلاف قطعة... وليعاد
تركيبها مرة أخرى بعد نقلها لمكان ليس بالبعيد جداً عن مكانه الاصلي ويكون في مأمن
من مياه البحيرة التى غمرت فيما بعد مكان المعبد القديم تماماً وهو ما يعتبر لليوم
أحد الإنجازات المهمة في تاريخ الآثار في الكرة الأرضية.
تم كل هذا بإتقان يكاد الزائر يشك في أن المعابد
جاءت من مكان آخر...
ولكن الشي الوحيد الذي بقي هناك.. أو بعبارة
أخرى... غرق هناك.... هو الشمس...
فاليوم... في المكان
الجديد لم تعد تتعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بيوم ميلاده ويوم
تتويجه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق